لقد ألهبت مصادر الجمال وصوره وأشكاله المتعددة منذ القدم قريحة الشعراء
 فكانوا خير من ابدع في هذا الوصف وافضل من اعطى صور مقاربة لما يشاهده 
ومن خلال هذا الابداع الوصفي للجمال والذي لم يستطع غيرهم وصفه بهذه الصورة 
اصبح هذا النوع من الشعر اكثر حفظاً وتداولاً كما اصبح مثلاً رائعاً ومقياساً لابداع 
الشاعر وتعود مقومات هذا الشعر الوصفي للجمال الى استخدام المفردة والتشبيه 
المقارب للصورة الحقيقية وما يتقارب مع الناس من حيث النظرة الجمالية. 
وقد تركز معظم الشعر الجمالي في وصف جمال المرأة ومحاسنها يقول بكر ب
ن النطاح يصف جزئية من جمال المرأة وهو شعرها:
بيضاء تسحب من قيام شعرها
وتغيب فيه وهو وجه اسحم
فكأنما فيه نهار ساطع
وكأنه ليل عليها مظلم
وللمتنبي في هذا المجال ايضاً
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها
في ليلة فأرت ليالي اربعا
وقد قيل في شعر المرأة من تزوج امرأة او اتخذ جارية فليستحسن من شعرها
 فإن الشعر الحسن احد الوجهين يقول الصفدي:
لولا شفاعة شعره في صبه
ما كان زار ولا ازال سقاما
لكن تنازل في الشفاعة عنده
ففدا على اقدامه يترامى
كذلك أبدع شعراء الشعبي الجميل ولم يكن بعيداً عن هذا الابداع الوصفي وان لم يكن افضل صورة.
ابو جديل فوق متنه يهلونه
ينهل على اللي كنها طلع تفاحي
ويقول شاعر آخر:
ما قول كنن الجديل الليل لكنه
ليل خرعه الظلام وضيع نجومه
ويؤكد هذا الوصف ان هناك توافقاً ابداعياً في النظرة الجمالية بين الشعر الشعبي
والشعر العربي الفصيح يقول الشاعر مناحي بن فالح:
شعرها مربيته على الطيب والكادي
سقا الله اذا منا مسكنا ذوايبها
ومن ملهمات شعر وصف الجمال العيون وقد قيل فيها الكثير من الشعر العربي
 والفصيح لأنها هي الرسول الاول في لغة المشاعر ومن خلالها يمكن كشف
دواخل المرأة ومن خلاله ايضاً يأتي العشق وسهمه وجيوشه يقول احد شعراء العرب
غزاني الهوى في جيشه وجنوده
وهب على الجيش من كل جانب
بميسرة اجنادها عيون المها
وميمنة تقضي بزج الحواجب
وقال آخر
ومهفهف راقت نضارة وجهه
والعين تنظر منه احسن منظر
اصلى بنار الخد عنبر خاله
فبدا العذار دخان ذاك العنبر
وملحمة الشعر الوصفي للجمال مازالت تتواصل في ابداعها بحيث لم يبق شيء
مصدر جمال الا وقد وصف بأفضل الابيات الشعرية يقول الشاعر غازي بن عون:
كن في عينها جمع يهوش
من صناديد الجزيرة بني هاشم قريش
وكن حلياها قايدة الوحوش
ربعت فالمستوي والخويش
ويقول الشاعر مناحي السبيعي في وصف القوام:
مثل غرسة عطرا على شط بغدادي
تميل بحثرها صافيات مشاربها
وهذا التواصل في الايحاء الشعري حول منابع الجمال ومثيرات القريحة يؤكد ان
الشاعر العربي مازال يتوارث الصور الذهنية ومن واقع ما اتفق عليه في مصادر ا
لجمال في المرأة يقول الشاعر ديك الجن:
ومعدولة مهما امالت ازارها
فغصن واما قدها فقضيب
لها القمر الساري شقيق وانها
لتطلع احياناً فيغيب
ويتواصل وصف مصادر الجمال حتى الى الجمال الحسي والمعنوي ومن ذلك
جمال الحديث والاخلاق يقول الشاعر بندر بن سرور:
جوابه لبن عرب بعد ما اطرح النبهال
تدلن على حليت مع درب وسميه