تذكَّرتَها فالقلب بالشوق غارقُ
ووجهكَ من فرط التلهف ناطقُ
حننتَ لإحساس الصبابة والصبا
كأنّكَ عند الأربعين مراهقُ
إذا انزوتْ الشمسُ انزويتَ بعـتْمةٍ
وتـطَّـرحُ العَـبْرات .. والليل غاسقُ
مررتَ بطيئاً بارداً ..تسحب الخطى
وأنتَ الذي بالأمس قربك حارقُ
عيونك نحو الأرض.. تجتنب الورى
كأن عيونَ الناس فيها صواعقُ
متى تكتفي من قصة الوصل والنوى؟
فكلُّ خليل ذات يومٍ يفارق
بتاسع عامٍ مرَّ بعد رحيلها
أما يستحي حزنٌ بقلبك عالقُ ؟
عفى الله عن هذا الفؤاد .. إذ ارتضى
من العبء ما لا ترتضيه الفيالقُ
أنقّلُ عيني في الجموع فلا أرى
سوى عاشق يبكيه في الناس عاشقُ
لمن هذه الدنيا إذا الكل يشتكي ؟
وذو الفقر محزونٌ .. وذو المال ضائقُ
تصيب الليالي من تغلّبَ جيشُهُ
وتدركـهُ .. إنْ أخطـأتْـهُ الـبنادقُ
رأيتُ خفايا الناس يُبخس قدرها
فكم فاز بالجولات من لا يسابقُ
وبعض قناعات الحكيم .. خرافةٌ
وبعض شكوك الجاهلين .. حقائق
تغرّبْ إذا طالت بدارك عتمةٌ
مغاربُ أرضٍ عند أرضٍ مشارقُ
فدرب المعالي غربةٌ ومشقَّةٌ
وما دربها إستبرقٌ ونمارقُ
وكل ديارٍ قد رعى اللص أهلها
بقاؤك فيها للسعادة سارقُ